إن شعورك بالخلل هو أول وأهم خطوات التقدم والأمل بحول الله عز وجل، فاسألي الله الإعانة، واعلمي أن بيده التوفيق والهداية، وتذكري أن ما عند الله من الخير لا ينال إلا بطاعته، فهو الموفق سبحانه وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولا يخفى على أمثالك أي وجود هدف أمر أساسي، وأن الذي ليس له هدف لا يمكن أن يصل، والهدف الأمل، والأمل لا يتحقق إلا بالجد والعمل، وعليك عند تحديد الهدف أن تراعي قدراتك ومهامك المنزلية، وليس من الضروري أن تكون التكاليف كثيرة والواجبات كبيرة، لأن هذا من الخطأ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( اكلفوا من العمل ما تطيقون )، وقال أيضا: ( فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى).
والمتسابق الناجح لا يبدأ بسرعة عالية، لأنه سوف يتوقف وتهلك الدابة التي يركبها، ولكن المتسابق العاقل يبدأ بسرعة معتدلة، ولا مانع من زيادة السرعة في نهاية السباق مع أن الشخص المرتب لا يحتاج كذلك.
ولابد كذلك من إعطاء النفس حظها من الراحة وحقها من الغذاء وحاجتها من الترفيه، وعليك بالتركيز على الأهداف الأساسية، وهي في حالتك حفظ القرآن والتمرن على الترجمة.
وحاولي الالتزام بالجدول، لأن بقية الأشياء التي تشغلين نفسك فيها فوائدها قليلة، وهي مبعثرة ولا ترقى لمستوى الأهداف الكبرى، ويمكنك الاهتمام بها بعد تحقيق الأهداف الأساسية.
وأرجو أن تشجعي نفسك وتفرحي بالإنجاز حتى لو كان قليلاً، لأن هذا يقوي في نفسك الثقة ويعينك على الاستمرار.
ولا يخفى عليك أن الإنسان إذا حرص على سماع كلام الناس وطلب رضاهم، فإنه يطلب المحال، والعاقلة تحرص على إرضاء الله، فإذا رضي عنها العظيم سبحانه أرضى عنها الناس، ومن هنا فنحن نقول لك لا تزعجك عبارات التشجيع، ولا تهتمي بتعليقاتهم، واعلمي أن السلامة من كلام الناس غاية لا تدرك.