حذر فريق من العلماء في جامعة "نورثويسترن" الأميركية في شيكاغو من "خطورة الإسراف من دون قصد في تناول أقراص الباراسيتيمول المسكنة للآلام".
وجاء في الدراسة التي أجراها فريق العلماء أن "ما يقرب من ربع البالغين يسيء استخدام تلك الأقراص بتجاوز المعدلات التي يوصي بها الأطباء في اليوم الواحد".
يذكر أن هذا العقار هو المسكن الأكثر استخدامًا في بريطانيا.
وأكدت الدراسة أن "هذا الإفراط في تناول المسكن يمكن أن يؤدي إلى أضرار جسيمة في الكبد". ودعا فريق العلماء في هذه الدراسة إلى "ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه المشكلة".
وجاء في الدراسة أن "الكثير ممن يستخدمون هذا العقار يتجاهلون التعليمات والتحذيرات الخاصة بالجرعات المناسبة عند تناوله". كما كشفت الدراسة أن "هناك الكثير من الذين لا يتذكرون عدد الأقراص التي تناولوها في اليوم الواحد".
كما تشير الدراسة إلى "فشل الكثيرين في إدراك أنهم يتناولون أدوية أخرى تحتوي على المادة الفعالة نفسها في عقار الباراسيتيمول، وهي المادة المعروفة باسم آسيتامينوفين".
يذكر أن الأطباء دائمًا ما يوصون بعدم تجاوز الجرعة المحددة يوميًا من أقراص الباراسيتيمول، وهي ثمانية أقراص من فئة 500 ميلليغرام، بشرط عدم تناول أكثر من قرصين في المرة الواحدة خلال أربع ساعات.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الإفراط في تناول الجرعات المحددة يوميًا من مادة آسيتامينوفين يؤدي إلى الفشل في وظائف الكبد، كما أنه يزيد من فرص تكون المواد السائلة في المخ.
ويشير الدكتور مايكل وولف المشرف على الدراسة إلى "انتشار ظاهرة الإفراط في تناول العقار، وإساءة استخدام المسكنات التي تحتوي على مادة آسيتامينوفين".
وقد قام فريق العلماء بإجراء الدراسة على ما يقرب من 500 مريض ممن يرتادون العيادات الخارجية في كل من ولايات أطلانتا وجورجيا وشيكاغو وإلينوي خلال الفترة من أيلول/سبتمبر العام 2009 وحتى آذار/مارس العام 2011.
وجاء في الدراسة أن ما يزيد على نصف المرضى يتناولون مادة أسيتامينوفين، وأن هناك نسبة 19 % منهم توصف بأنها مسرفة في استخدامها يوميًا، أو على الأقل مرتين في الأسبوع.
كما ركز فريق العلماء في الدراسة على محاولة معرفة مدى إدراك المرضي التوصيات الخاصة بالجرعات، وما إذا كانوا يمارسون السيطرة على النفس عند تناول هذا العقار الذي يباع من دون تصريح روشتة أو وصفة من الطبيب.
وفي هذا السياق كشفت الدراسة عن قيام ما يقرب من 25 % منهم بالإفراط في استخدام هذه المادة المسكنة للآلام، بما يزيد عن المعدلات التي يوصي بها الأطباء في اليوم الواحد. كما كشفت الدراسة عن قيام 5% منهم بارتكاب أخطاء جسيمة بتناول ما يزيد على 6 غرامات من المادة يوميًا.
وجاء في الدراسة أيضًا أن هناك ما يزيد على 50% منهم يتناولون مادة الـ "أسيتامينوفين" في عقارين مختلفين من دون وعي بذلك. وفي هذا الصدد يشير الدكتور وولف إلى "جهل المرضى، وعدم قيامهم بقراءة النشرة التي توضح العناصر المكونة للدواء الذي يتناولونه، وتجاهل الآثار الجانبية المترتبة على ذلك".
وحذر وولف من "خطورة هذه الظاهرة"، وطالب بضرورة "التصدي لها بعدما باتت خطرًا يهدد الصحة العامة"
وقد قام فريق العلماء بنشر نتائج وتفاصيل هذا الدراسة في الدورية العلمية المعروفة باسم "Journal of General Internal Medicine".