أشارت نتيجة استطلاع في الرأي أجراه أحد المعاهد في صفوف صحافيين وفنانين وكتاب وأصحاب فكر وأطباء متخصصين بالأمراض الداخلية فكان الجواب بان كل واحد من ثلاثة من هؤلاء يصاب بالحموضة وقد يؤدي ذلك في النهاية الى الاصابة بالقرحة لقلة الاهتمام بالموضوع بسبب الانشغالات الكثيرة.
وكما ورد في التقرير فان الكثيرين يشكون من الحموضة، لكنهم لا يهتمون بها ويتعاملون معها على أنها من الأمراض البسيطة فيتناولون الأدوية دون الذهاب الى الطبيب، ودون معرفة الآثار السلبية لهذا الاهمال ولهذه الأدوية التي قد تصل الى حد الخطورة. وحموضة المعدة ليست مرضا بسيطا لذا لا يجب الاستهانة به، وهو ينتج عن زيادة في إفراز الحامض المعدي فيشعر المصاب بما نسميه بالحرقان في المعدة يرافقه آلام توقظه من النوم لشدتها.
وقد لا تكون أسباب الحموضة عضوية ولا يجد الطبيب سببا عضويا بعينه عند كشفه للمصاب، ومع ذلك تستمر الحالة، وهنا يكون السبب نفسيا، كأن يكون المريض تحت ضغط العمل أو تعتريه حالة من القلق قبل الاقدام على عمل مهم، لذلك وجد الأطباء ان التوتر النفسي والعصبي والقلق من اهم عوامل الاصابة بالحموضة، وهي الحالة التي يجب معها بدء العلاج النفسي الذي يشمل الابتعاد عن أسباب التوتر والقلق ومحاولة الاسترخاء والهدوء.
وهذا المرض له ارتباط وثيق الصلة بين الجهاز العصبي اللاإرادي بشقيه السمباثاوي والباراسمباثاوي من جهة، وحركة الجهاز الهضمي وافراز الحامض المعدي من جهة اخرى، بحيث كلما زاد نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي المتمثل في العصب الحائر، زادت بالتالي نسبة افراز الحامض المعدي بما قد يصل الى حدوث التهاب او حتى قرحة في المعدة والاثني عشر، وهذا ما جعل الاطباء يطلقون على مرضى حموضة ا لمعدة " مرضى اصحاب الفكر".
فرغم تعدد اسباب حدوث الحموضة الا ان الاستقرار النفسي والشعور بالطمأنينة يؤدي الى ثبوت واستقرار الجهاز العصبي اللاإرادي بشقيه، وبالتالي الى ثبوت واستقرار وتوازن معدل الحموضة في المعدة والى ثبوت حركة الجهاز الهضمي.
ويضيف التقرير بان أصحاب الفكر والطموح والثقافة أمثال الأطباء والمحاميين والصحفيين والمفكرين والمثقفين عرضة للاصابة بالحموضة اكثر من غيرهم من أصحاب المهن الأخرى ، نتيجة ما يصاحب عملية التفكير من قلق وتوتر واضطرابات غالبا ما يؤدي الى زيادة افرازات الحامض المعدي.