محمد عواد - ليس جديداً عليكم لو قلت إن معظم العظماء في التاريخ وصلوا إلى حالة من الانهيار وعاشوا في الحضيض لفترة من عمرهم، وليس جديداً أن أقول إن معظم البشر يؤمنون بحقيقة أن الضربة التي لا تقتلك تقويك وليس جديداً أن نقول إنه ليس هناك فشل ما دمت تحاول.
يقول الفيلسوف ريني ديكارت : "واصل الضغط والمحاولة فقد حاولت كثيرا واخطأت كثيراً لكنني ما زلت أحاول" ، وهي جملة واضحة المعنى وتعني أن الإنسان يجب أن لا يستسلم حتى أخر لحظة في حياته فيما يتعلق بتحقيق هدفه وجعل أحلامه حقائق.
ويبقى الأمل قائماً ما دام الإنسان لم يقع في مستنقع الفشل التام، والسؤال الذي نريد التوقف معه في هذا المقال "ما هو الفشل التام؟ .".. والجواب سأقدمه بصورتين هما الأكثر انتشاراً للفشل التام:
- أن تبدأ بلوم الناس على ما أنت فيه ، مثل أن يحمل طالب جامعة فشله في الامتحانات لصديق غرر به حسب زعمه وجعله لا يدرس، ومن ذلك أن يرى موظفاً فشله وعدم تقديمه الأداء الجيد ناتج عن مديره السلبي، فالوقوع في هذه الخطيئة يجعلك تتوقف عن السعي وتنتظر ذهاب هؤلاء الأشخاص بعيداً وهو أمر لا يوافق منطق الحياة حيث أن الإنسان يكون له دور دوماً بما هو فيه وإن كان هناك من يحاول التسبب بفشلك.
- أن يعتاد الشخص الفشل ، فلو لاحظت كل أحلامك التي فشلت بتحقيقها فإن بداية القتل لها كان باعتيادك على عدم تحقيقها واستمتاعك بتخيلها من دون سعي، فقد أثبت عديد البشر أن لا وجود لما يسمى أمر واقع لكن اعتياد الفشل هو ما نسميه "بالأمر الواقع"... ومن صور اعتياد الفشل أن يتوقف أحد المدخنين عن المحاولة من أجل تركه، أو أن يتوقف شخص يحاول الكتابة لأن لا أحد يعجب بأسلوبه وينسى ما تلقاه شكسيبر من نقد لاذع بعد مسرحيته الأولى، أو أن يتوقف الزوجان عن المحاولة من أجل التفاهم ويستمران في العيش داخل جحيم من دون محاولة ولا حتى محاولة الطلاق.
أحب أن أختم هذا الموضوع بقول أحدهم : " تكون حياتك فشلاً وراء فشل إذا لم تدرك كم كنت قريباً من النجاح عندما قررت الانسحاب".